❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
بقلم/فتحي الذاري
تحت وطأة العدوان المستمر على اليمن، لم يقتصر الأمر على التدمير المباشر للبنية التحتية والجيش، بل تجاوزه إلى استنزاف موارد البلاد وثرواتها الاقتصادية بشكل ممنهج، عبر شبكة معقدة من المرتزقة والخونة الذين ينفذون أجندات العدوان، ويحولون ثروات الشعب اليمني إلى أدوات نهب وفساد، في ذات الوقت الذي يعاني فيه الشعب من الفقر، وارتفاع الأسعار، وتدهور القدرة الشرائية، وتفشي الفوضى الأمنية.
تُدرَج مليارات الدولارات الأمريكية شهريًا تحت مسمى "إعاشة الرواتب" على دفاتر وموازنات مزورة، تُصرف على حفنة من المرتزقة والعملاء الذين يتكاثرون في مناطق السيطرة للعدوان ، تحت حماية ودعم مباشر من الاحتلال السعودي والإماراتي. تلك الأموال لا تصل إلى الموظفين والمنتسبين الحقيقيين، وإنما تُنهب بشكل منهجي، حيث يتم تحويلها إلى حسابات وسراديب الفساد، لتمويل أنشطة مافيا الفساد والاغتيالات، والتسلح بالمزيد من الأسلحة، وتغذية شبكة الأمان في قوى الاحتلال والمرتزقة، في حين يعاني الشعب من الجوع، وارتفاع الأسعار، وتدهور الخدمات العامة
يُقدر أن مليارات الدولارات تُنفق سنويًا على مرتزقة العدوان، بما يسهم في تفريغ الاقتصاد اليمني من موارده، وإفقاره بشكل متعمد، عبر إفقاد العملة الوطنية قيمتها، وارتفاع معدلات التضخم، وتوقف قطاعات الإنتاج، وغياب فرص العمل، وزيادة البطالة، وانهيار المؤسسات الاقتصادية. ونتيجة لذلك، تزداد معاناة المواطنين، وتصبح قوى الشراء لديهم هزيلة، مع استمرار تدهور مستوى المعيشة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والدوائية، وتراجع الخدمات الأساسية
علاوة على ذلك، يزج الاحتلال وأتباعه بالقبائل والعلماء والنشطاء في عمليات قمعية، لقمع أصوات الاحتجاج على نهب الثروات، ووقف زحف الفقر، ورفض القهر والاستعباد المالي. إنهم يستخدمون أدوات الإرهاب والاغتيالات، ويقيمون سجونًا سريةً، ويقومون بقمع أي صوت شعبي يطالب بحقوقه، في عمليّة قمع ممنهجة، تعمق من حالة الفوضى والانهيار المجتمعي. وكل ذلك مصحوب بفساد ممنهج، يتم بموافقة وتسهيل من مؤسسات وأجهزة تضاف إلى سجل العملاء والخونة، الذين يكرّسون نهب ممتلكات الشعب لصالح شبكات الفساد الممولة من الرياض وأبو ظبي.
وقانونياً للنهب، بتمكين فرق من العملاء والخونة، الذين يتحكمون في مفاصل الاقتصاد المحلي، ويحوّلون الموارد إلى حسابات خاصة، ويحفظونها لتمويل عمليات إرهابية واستثمارية تدميرية ضد الشعب اليمني، في الجنوب والشمال، خاصة في حضرموت وابين وعدن ولحج، حيث تتكرر عمليات القتل والنهب، وتفاقم الأوضاع الأمنية، في استغلال مأساوي لوضع الحرب وتعقيداته.
أن اليمن يُعبد اليوم في معركته الاقتصادية، وعبثاً تكرّس مواردُه لصالح حفنة من المرتزقة والمسؤولين الفاسدين، بينما يُجوع ويُصادر حق الشعب في حياة كريمة. إن هذه السياسة الممنهجة ليست فقط استنزافًا ماديًا، وإنما قتلٌ لكرامة الوطن، واحتلالٌ داخلي غير معلن، يعمّق من حالة الانهيار، ويمهد الطريق أمام مزيد من الفوضى والعنف.
الشعب اليمني، بمقاومته الباسلة، ومواقفه الوطنية، يثبت أن خطط التدمير والتفريط والسلب لن تمر، وأنه قادر على استعادة ثروات بلاده، والمضي نحو بناء مستقبل حر، مستقل، خالٍ من الخونة والمرتزقة، ومتصالح مع ذاته، بوجه ما يُفرض من مؤامرات وتحديات، وبعزيمة تتجاوز كل محنة. إن إرادته الصلبة وعزيمته الراسخة، ستظل نبراسًا يضيء دروب الوطن، ويعيد للبلاد كرامتها، ويعيد الحياة إلى مواردها الطبيعية والمحاصيل الاقتصادية، ليكون اليمن نموذجًا للوحدة والصمود، ودرعًا لأبنائه، وأملًا لمستقبل واعد يعمّ الجميع.
فإن التضامن الشعبي، والوعي الوطني، والتمسك بالثوابت، سيظل الأسلحة الأهم في مقاومة قوى الفساد والخيانة، وإفشال مخططات الأعداء الذين يسعون لنهب وخربان وطننا العزيز، كي تظل اليمن دائمًا، حرةً مستقلة، وقويةً بشموخ أبنائها إلى الأبد.